المرأة العصرية والراقية

تشكيلة Chaumet est une fête من شوميه – HJ 2017

 

لطالما استمدت دار شوميه إلهامها من حفلات الخطوبة والزفاف، ومراسم الاستقبال المهيبة، والمناسبات المرموقة، وفعاليات افتتاح دور الأوبرا، والمحافل الأرستقراطية، وأمسيات الافتتاح المسرحية، والحفلات الموسيقية الفاخرة التي تعيد إلى الأذهان أجواء العشرينيات الساحرة، والتي تتشاطر جميعها عنصر الموسيقى، مصدر السعادة والسرور عبر العصور.

واستوحت الدار تشكيلة Chaumet est une fête من أجواء المناسبات الباريسية الساحرة وضيوفها المذهلين ومواقعها المميزة، والتي ينعكس ألقها جميعها على التشكيلة التي تتألق بفيض رائع من الأحاسيس والجماليات؛ حيث استقت شوميه الإلهام من أربع دور موسيقية عالمية لتضفي مزيدًا من السحر والجاذبية على سيمفونيتها البصرية التي ستجعل من ترتديها تبدو وكأنها ملكة عظيمة الشأن.

يأتي طقم Pastorale anglaise في تصاميم من وحي دار الأوبرا الإنجليزية “جليندبورن” Glyndebourne المفعمة بالألق البريطاني مع لمحات من الريف الإنجليزي، بينما يجسّد طقم Aria passionata هيبة دار الأوبرا الإيطالية المذهلة “لا سكالا” La Scala في ميلانو ويتقد شغفًا بلون أحمر لافت. أمّا طقم Rhapsodie transatlantique’s ، فيتميّز بألوانه الهادئة التي تعكس فخامة دار أوبرا “ميتروبوليتان” Metropolitan في نيويورك وسحر المنطقة الشمالية الغربية من المدينة، وأخيرًا يأتي طقم Valses d’hiver -المستوحة من دار الأوبرا في فيينا ومقطوعات الفالس الرائعة للعظماء من أمثال شتراوس- في تصاميم تبعث على الإعجاب والسرور.

وعلى العموم تجسّد تشكيلة Chaumet est une fête سوية عالية من البراعة الحرفية لتنقل روعة هذه اللحظات الساحرة وعظمة هذه الأعمال الموسيقية السرمدية.

براعة حرفية

تحتفي تشكيلة Chaumet est une fête بسوية البراعة العالية التي تتمتّع بها الدار الحريصة منذ انطلاقتها على الإتقان والدقة في كافة التفاصيل.

وتنطوي على باقة رائعة من الأحجار الاستثنائية مثل زمرد “موزو” Muzo emeralds ، وعقيق “دم الحمام” pigeon’s blood ، إلى جانب الياقوت الأزرق واللآلئ الطبيعية التي تتمازج مع الأحجار الكريمة بشكل رائع. وليس هذا فحسب، بل تذخر التشكيلة بالكثير من الحركة والتناسبات اللافتة والأفكار الخارجة عن المألوف كما هي العادة مع شوميه.

وتتمتّع الحالة الحركية بحضور قوي في كافة المكوّنات، بدءًا من الأشكال “الدوّامية” ثلاثية الأبعاد، ومرورًا بالثنيات وألوان الباستيل الغنية، ووصولًا إلى الرسوم المتقنة والحيوية التي تزيّن كل واحدة من الأطقم..

وتضفي تقنيتا Fils couteau و millegrain لمسة من الخفة والغنى على أدقّ التفاصيل، بينما تمت صياغة نقش التارتان على Pastorale anglaise بالكامل باستخدام أحجار ألماس مقلوبة بشكل عكسي كما لو أنها تنتظر نسمة تعيدها إلى الوجه الصحيح. وتم ترصيع Aria passionata بالزهور باستعمال أحجار مقصوصة أثناء صناعة القطعة على نحو يعكس ثنيات ستائر دار أوبرا “لا سكالا” في ميلانو. وفي طقم Rhapsodie transatlantique يبدو صف الأحجار المرصوف بأسلوب pavé كما لو أنه قائم بحد ذاته نظرًا لإخفاء الحواشي المعدنية، بين يضفي أسلوب الرصف “العشوائي” (والذي يدعى بـ”فقاعات الشامبانيا champagne bubbles ” ) حسًا مرهفًا وألقًا لافتًا على المشهد. وتعكس كافة القطعة سوية عالية من العناية بالحواشي والحواف التي تم صقلها بدقة مذهلة، إذ تأتي إمّا مرصعة بأحجار الألماس (Aria passionata)، أو محدّدة وملمّعة بحيث تعطي تأثير انعكاس بصري كالمرآة (Valses d’hiver).

وكما هي العادة مع شوميه، ثمة مهارة رائعة في المزج بين مختلف الأشكال والتأثيرات، مثل تزاوج العقد اللولبية والأكاليل في Pastorale anglaise ، وانسجام البنية الجرافيكية لتقنية الـ plissé ـ مع البنية المدورة لأحجار الكابوشون، أو الأشرطة ذات العقد الجميلة التي تزيّن الأوراق على Rhapsodie transatlantique .

وعلى العموم تمثّل تشكيلة احتفالًا بفن العيش الباريسي Chaumet est une fête وأسلوب شوميه في آن معًا، حيث يسهم كل تفصيل في إضفاء بعد جميل من التفرّد والإبداع على القطع.

طقم PASTORALE ANGLAISE

يعتبر مهرجان جليندبورن من أهم الوجهات المميّزة في المجتمع اللندني، حيث يستقطب جمهورًا واسع النطاق من المتوافدين بسيارات فارهة مع بطانياتهم ومشروباتهم وكوكتيلاتهم للاستمتاع بوقتهم على أرض هذا القصر المذهل الذي يعود للحقبة الإليزابيثية؛ حيث يمضون يومًا رائعًا في ريف منطقة ساسيكس بملابسهم الأنيقة ليستمتعوا ببرنامج رائع من الحفلات الموسيقية المتنوّعة، بدءًا من أعمال موزارت الخالدة ووصولًا إلى القطع الكلاسيكية الإيطالية والأعمال المعاصرة في فعاليات تشكّل ملتقى رائعًا بين الفخامة الإنجليزية وأحضان الطبيعة.

ويستقي طقم Pastorale anglaise –الذي يعيد طرح نقش التارتان السكوتلندي بطريقة جديدة- إلهامه من أجواء المهرجان مع إضفاء لمسة من عالم الخيال، إذ تذكّر أحجار الزمرد الخضراء بمنظر الحقول الخضراء والزهور البرّية، وتتخللها لمسات من الياقوت الأزرق والأصفر والألماس. إنه باختصار حالة احتفالية رائعة بالتألق البريطاني ومفهوم اغتنام اللحظة في كافة قطعه التي تشمل القلائد والأقراط وساعة يد مع عقد جميلة وأحجار كريمة موزعة على كافة الجوانب.

طقم ARIA PASSIONATA

يشع هذا الطقم باللونين الأحمر والذهبي المتلألئين لتعكس ألق دار “لا سكالا” La Scala للأوبرا في ميلانو، والتي لطالما كانت وجهة لعشّاق الأوبرا الإيطاليا؛ حيث شهدت منصتها 8 من أعمال الأوبرا الشهيرة للمؤلف جيوسيبي فيردي الذي أطلق ثورة وأثرى هذا الموقع الذي يعتبر “المسرح الأجمل في العالم” على حد تعبير الكاتب الفرنسي الشهير ستيندهال. وقد استقبلت هذه الدار عبر تاريخها الطويل سلسلة من ألمع قادة الأوركسترا والمخرجين والنجمات مثل ماريا كالاس التي تعتبر رمزًا لـ”لا سكالا”، ولاسيما بفضل عمل prima donna الذي صدح فيه صوتها في أرجاء المكان ليأسر ألباب وقلوب الحاضرين.

وإذا ما كنا نريد إطلاق شعار على طقم Aria Passionata، فلعل عبارة “جواهر من شغف” تعتبر التجسيد الامثل لها بكل ما تنطوي عليه من سحر “لا سكالا” المتقدّة إبداعًا وسحرًا؛ إذ تزهو المجموعة بأحجار العقيق والياقوت القرمزية التي تسكب مزيدًا من الأنوثة على إطلالة أي امرأة، وبقطعها المتنوّعة التي تضم قلادة، والبروشات، والأقراط (زوجان، أحدهما قابل للارتداء بأكثر من شكل)، وثلاثة خواتم، وسوار جميل، وثلاث ساعات يد تعمل بآلية اللف، وكل ذلك بأسلوب يستحضر إلى الأذهان صورة المسرح الأسطوري المهيب وبساطه الأحمر، وبما يمكن التعبير عنه بالكلمات الإيطالية الثلاث Teatro, amore, dramma (أي المسرح، والحب، والدراما) التي تعكس ذاك التوق المتقّد للإبداع والفن.

طقم RHAPSODIE TRANSATLANTIQUE

تتسم دار أوبرا “ميتروبوليتان” Metropolitan في نيويورك بطابع أصيل مستوحى من التقاليد الأوروبية مع لمسة من الحداثة، لاسيما مع وجود الجداريات الرائعة التي تزيّنها بألوانها الخفيفة من إبداع الفنّان مارك تشاغال. وتأخذ الدار زوارها في رحلات رائعة عبر عالم الموسيقى والشعر بأعمال سرمدية من إبداعات العظماء أمثال ريتشارد فاغنر وجورج جيرشوين وفيليب جلاس، وقد استضافت عبر تاريخها الطويل عروضًا لا تنسى، مثل عرض “الناي السحري” Magic Flute الذي أعاد صياغته ديفيد هوكني ليقدمه بحلة رائعة في عام 1991، أو الحفلات الأوركسترالية العديدة تحت إشراف قامات كبيرة من أمثال جيمس ليفاين، ما يجعل “ميتروبوليتان” عالمًا من الموسيقى والفرح والسرور.

ويجسّد طقم Rhapsodie transantlantique سحر هذه الدار وفرادتها، فهو أشبه ما يكون بسيمفونية لونية من الألماس والعقيق والتورمالين الوردي والياقوت بمختلف أصنافه وألوانه من الأزرق والأخضر والأصفر، المرجان، والتنزانيت، والتوباز الإمبراطوري، والألماس بلون الشامبانيا والكونياك الذي يضفي تأثيرًا بصريًا نهائيًا يحاكي منظر عروض الألعاب النارية. ويتضمن الطقم قلادة مزيّنة بمجموعة أحجار fils couteau خفيفة الوزن، وثلاثة خواتم، وثلاثة بروشات وثلاثة أزواج من أقراط الأذن.

طقم VALSES D’HIVER

مع حلول الشتاء، ترتدي العاصمة النمساوية فيينا ثوبها الأبيض الناصع الذي يخفي تحته أوجهها العديدة والمتنوّعة التي تبدأ من الفالس وإرث إمبراطورية النمسا والمجر العريق وتصل إلى الموسيقى الحديثة الخارجة عن المألوف؛ حيث ما زالت المدينة تولي كل التقدير والاهتمام لأعمال عظمائها من أمثال شتراوس ومعاصريه، والذين تقام حفلاتهم على مدار العام في دار الأوبرا، والتي لم تفقد قط قدرتها على جذب عشّاق هذا الفن ببدلاتهم السوداء وفساتينهن الطويلة التي تنزلق بكل أناقة فوق أرضيتها الفاخرة.

ومن هنا، فإن طقم Valses d’hiver – الذي يجسّد حالة شبابية تفيض بالطاقة- يذخر باللآلئ وأحجار الألماس المستوحاة من ملابس المتراقصين على أنغام الفالس بكل ما فيها من انثناءات انسيابية؛ حيث يتضمن قلادة قابلة للارتداء بعدة أشكال، وبروش، وسوارًا، وساعة يد فاخرة، وأربعة خواتم، وأربعة أزواج من الأقراط التي تداعب البشرة كما لو أنها ستائر برّاقة بتدرجاتها اللونية القزحية التي تبرز بوضوج أكبر بفضل تقنية millegrain.

يمكنك أيضا قراءة