الحملة الدعائية لمجموعة جوتشي للخريف والشتاء لعام 2015-2016

الفيلسوف الإيطالي جورجيو أجامبين (G. Agamben) كان قد وصف المعاصرين الحقيقين بأنهم أناس لا يستطيعون في الحقيقة أن يقوموا بالتكيف مع زمنهم الحالي ومتطلباته ويفقدون الاتصال به بشكل أو بآخر بحيث يكونون دائما كمن يبحث عن مكان له ولكن هذا الانقطاع في الاتصال بينهم وبين حاضرهم يجعلهم أكثر قدرة من الآخرين على رؤية هذا الحاضر وهذا العصر بصورة أوضح، إذا انعدام الاتصال هذا شكل بطريقة ما علاقة بينهم وبين حاضرهم. 

انعدام الاتصال الذي تحدث عنه أجامبين هو المنظور الذي تستكشف من خلاله الحملة الدعائية لمجموعة جوتشي للخريف والشتاء لعام 2015-2016 العالم من حولها، فهي لا تكتفي فقط بتسجيل الحاضر بل هي تجسد ذلك المكان المحير ما بين “لم يعد موجودا” و”لم يحدث بعد”، أليساندرو ميشيل جسد هذا في صورة رموز جمالية سياقها في بيئات المناطق الحضرية ووسط المدينة، هذا السياق قد يكون في أي مكان وليس مكان محددا وهو يمثل حريتك بأن تختار من تكون وهي حرية تتجاوز الحياة التي تم تحديدها لك (إملائها عليك).

في الحملة الدعائية تظهر المدينة كخلفية للأحدث الغير متوقعة والتفاعلات المتنوعة ومكان للقاء والأهم من ذلك هي المكان حيث يتلاقى الواقع والرغبات وحيث تتواجد الحقائق والتنبؤات وآثار من عالم لم يعد له وجود وعالم جديد يوشك أن يظهر واحتمالات جديدة ومتعددة للوجود.