المرأة العصرية والراقية

مجموعة بيرلوتي لصيف 2020 أسبوع الموضة في باريس

استمدّت مجموعة بيرلوتي لربيع وصيف 2020 إلهامها من الواقع. يواظب كريس فان أش على استقاء الوحي من الإرث الحرفي الذي تتباهى به الدار، وإذا به يضفي لمسةً من الإبداع على السمات التي تميّز العلامة. تعكس المجموعة الجديدة الروح التي تطغى على دفيئة البرتقال في حدائق لوكسمبورغ، فتقدّم تجسيداً استثنائياً زاخراً بالألوان للطبيعة الجميلة. والملفت أنّها استوحت أفكارها من القطع التي أطلقتها في الموسم السابق لتعيد إحياء مزاياها بلمسة معزّزة. وفيما تستعدّ الرموز الجديدة لبيرلوتي لتصبح جزءاً لا يتجزأ من خصائصها المستقبلية، تحرص العلامة على تقديم تصاميم من وحي كل موسم منصرم. لا تنفكّ الدار تطوّر مفاهيمها للموضة، إلا أنّها تأبى التخلي عن قيمها الأصلية في ابتكار أزياء فاخرة للرجل المعاصر الذي يهوى الاستمتاع بالحياة.

 

ففي هذه التشكيلة المميزة، تزداد الألوان حركةً وحيويةً. وقد استند كريس فان آش إلى البقع المتناثرة على الطاولات الرخامية القديمة حيث كان حرفيو العلامة يصبغون الأحذية بطلاء الزنجار يدوياً في مصنع بيرلوتي في فيريرا. فقرّر أن يعزّز إشراقة لوحة ألوانه لتقديم قطع جريئة تخطف الأنظار دون استئذان. وإذا بالألوان الكلاسيكية تتحوّل إلى ألوان صارخة. فحملت هذه الباقة في طياتها تزاوجاً فريداً بين البرتقالي الصارخ والتيراكوتا، الأصفر الفاقع والأصفر الخردلي، أزرق الكوبالت والكحلي، الأرجواني الغني والبنفسجي الملكي. يتجلى الحسّ الإبداعي في التقنية فقد حيكت نقشة بقع طلاء الزنجار والرخام في القمصان الحريرية على قماش الجاكارد، ثمّ طُبِعَت بنمط الرخام، وأخيراً طُبِعَت كخلفية بواسطة البقع المتعددة الألوان.

 

مثلما ترتقي بيرلوتي بإدارتها الجديد، كذلك تفعل بتقاليدها. اتسمت البدلة المصممة بأسلوب طلاء الزنجار، المستوحاة من حذاء أليساندرو الكلاسيكي، بنقشة بتقنية سكريتو التي تشتهر بها دار بيرلوتي. والجدير ذكره أنّ نمط السكريتو المستوحى من مخطوطات القرن التاسع عشر، والحروف المكتوبة باليد تعود بحلة جديدة في التصاميم الجلديةالمفصّلة فتحمل لمسةً لم يسبق لها مثيل. يحلّ السكريتو ضيفاً على أقمشة الجاكارد في البدلات والقمصان، ويتخذ شكل خط مظلّل في الخطوط الرفيعة، ويتجلى كنقشة على الملابس الرياضية، والحقائب، لا بل أيضاً يرافق كافة تفاصيل البطانات والسحابات. كما ازدانت القطع بمسامير احتفاءً بتاريخ صناعة أحذية بيرلوتي، حيث اقترنت هذه التفاصيل ببدلة جلدية، وسويت شيرتات وبنعل الأحذية.

 

وهنا لا بدّ من التنويه بأنّ تواجد نمط السكريتو والمسامير يعكس حرص كريس فان أش على مزج معايير الحداثة مع القيم الكلاسيكية التي تُعرَف بها الدار. يحاكي التناغم الإبداعي معايير الأناقة الرجالية المعاصرة، مما يجعل من هذه القطع المصممة بانسيابية عالية خياراً مثالياً للرجل المستقل صاحب روح المغامرة. تنساب القصات بسلاسة على الأكتاف وفي البناطيل، فتمنح مرتديها إحساساً بالحرية التامة، بعيداً عن قواعد اللباس الصارمة. ففي هذه المجموعة الجديدة، ابتكرت العلامة جاكيتاتٍ بلا أكمام، وشورتات برمودا. وإلى جانب سراويل الدرّاجين المريحة، تظهر جاكيت وجزمة جلدسة متعددة الألوان. من جهة أخرى، تتخذ الملابس الرياضية بعداً جديداً مع تقنية الثقب بالليزر التي تتجلى في القمصان الجلدية المحبوكة والملابس الخارجية المصنوعة من جلد الغزال المثقوب بالليزر.

إلى جانب الإطلالة الرجالية العصرية، تنضح الإطلالة النسائية أنوثةً وجاذبيةً. فقد صمّمت العلامة قطعاً من ريش النعام يمكن ارتداؤها فوق كنزات الموهير المزينة بتطاريز متداخلة.

أما بالنسبة للأحذية، فيعلن حذاء Alessandro Edge بداية عصر جديد في تاريخ بيرلوتي، حيث اجتمع النعل الرسمي مع نعل الأحذية الرياضية. يظهر حذاء Stellar الرياضي وحذاء Alessandro بمقدمة منحوتة على شكل حجر ألماس المشهوران أصلاً لدى الدار، بحلة جديدة، فيما تكشف العلامة النقاب لأول مرة عن حذاء بلا رباط مزود بثلاثة مشابك. وأخيراً، تعيد بيرلوتي إحياء حقيبة Un Jour Gulliver بطلاء الزنجار مع أطراف مطلية باللون البرتقالي إلى جانب حقيبة Trois Nuits المزودة بثلاثة جيوب والمزينة بسلاسل وحلية ولبيسة الحذاء التي تشتهر بها بيرلوتي.

يمكنك أيضا قراءة