المرأة العصرية والراقية

بولا شماع مديرة العلامة التجارية، “جاكوار لاند روڤر” في الشرق الأوسط تتحدث عن المرأة ودورها

 نشر الموقع الرسمي لمجلة هي حوارا مع بولا شماع مديرة العلامة التجارية، جاكوار لاند روڤر” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تحدثت فيه بمناسبة يوم المرأة العالمي، عن المرأة ودورها في المجتمع.

 

 .1أخبرينا المزيد من التفاصيل عن مسيرتك المهنية خلال السنين الماضية. وما هو شعورك بأن تكوني مديرة العلامة التجارية في “جاكوار لاند روڤر” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟

 

في الواقع أنا أتمتع بخبرة واسعة في مجال التسويق عن طريق التجارة، ويشكل طموحي وشغفي تجاه مجالات التسويق الدافع الأساسي في مسيرتي المهنية. ولقد تطور ذلك، بعد وصولي إلى دبي منذ حوالي 15 عاماً، حيث انتقلت إلى قطاع صناعة السيارات.  فلقد شغلت أدوار ومناصب مختلفة في ذلك الوقت، ومع علامات تجارية متنوعة بهدف الإستفادة من إدارة علاقات العملاء (CRM) . ولقد عملت جاهدة على تثقيف نفسي وتوسيع معارفي في  كل ما يتعلق بمبادئ إدارة علاقات العملاء وأصبحت متخصصة في التسويق وإدارة علاقات العملاء وإدارة العلاقات والتفاعل، وكان ذلك من الأدوار الرئيسية التي أوكلت إليّ أثناء عملي في جنرال موتورز.

 

وعلى مدى السنوات الثماني الماضية عملت مع “جاكوار لاند روڤر”، وكنت محظوظة لقيادة تخطيط المبيعات الإقليمية في الشركة. وبالفعل كانت هذه لحظة محورية حقاً في مسيرتي المهنية لأنها علمتني الكثير.

 

قبل منصبي الحالي كمديرة للعلامة التجارية، كنت أدير تطوير الشبكات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث توليت مسؤولية منح الامتياز والتدريب وإدارة أداء تجار التجزئة. ولقد عملت عن كثب مع المستوردين والمالكين وفرق التجزئة الواسعة للاستفادة حقاً من استثماراتهم وتطوير الكفاءات والتميّز في الأداء.

 

اليوم، تشمل مهامي كمديرة للعلامة التجارية عدداً لا يحصى من المسؤوليات، لا سيما في ظل مسيرة التحول التي تشهدها حالياً شركتنا. وتمتد عملياتنا عبر 19 سوقاً في المنطقة، كل منها يتطلب نهجاً متخصصاً، بدءاً من المنتجات التي نقدمها إلى الأسعار والطريقة التي نتفاعل بها مع عملائنا.

على سبيل المثال، في يوم واحد يمكن أن أشارك في المناقشات والقرارات المتعلقة بتطورات الأسعار أو النماذج المستقبلية أو البرامج السنوية أو حتى برامج المنتجات المستقبلية.

بالإضافة إلى ذلك، أعمل أنا وفريقي على الحملات الإعلانية والاتصال واستراتيجيتنا الرقمية. نحن نركز أيضاً بشكلٍ كبير على التحول الرقمي وإدارة علاقات العملاء، بالإضافة إلى تحسين استخدام رؤى البيانات الخاصة بنا لفهم من هم عملاؤنا وكيف يمكننا تحسين تجربتهم. وينصب تركيزنا الرئيسي على ضمان جعل “جاكوار لاند روڤر” مناسبة للأسواق الخاصة بنا وإضفاء الحيوية على روح علاماتنا التجارية .

 

بشكل عام،  تشهد شركتنا حالياً مرحلة رئيسية ومميزة للغاية، ويشرفني أن أكون قادرةً على قيادة جزء مهم منها.

 

 

 

  1. ما هي القيم الأساسية التي تتمتعين بها، وكيف أثرت على عملك وأداءك؟

 

بالنسبة لي القيم الأساسية هي الفردية والتمكين وفي حال كانت هناك قيمة من شأنها أن تعكس من أنا، أو ما أحب أن أحققه كقائدة، فستكون إلى حد كبير قيادة الفريق والنجاح في تمكينه. الثقة والصدق والشفافية والتفاني والعمل الجاد هي أيضاً من الأخلاقيات المهمة بالنسبة لي. الأمر كله يتعلق حقاً بالقدرة على تصميم وتشجيع السلوك الصحيح الذي أتوقعه داخل فريقي. هذه المميزات تظهر من  خلال طريقة تعاملنا مع شركائنا وعملائنا.

 

  1. ما رأيك في تكافؤ الفرص بين الرجال والنساء في الحياة المهنية؟ وما هي خبرتك الشخصية في هذا المجال؟

 

عادة ما يكون هناك فرص عمل، وهناك مساحة لتكافؤ الفرص، ومن خلال تجربتي الخاصة، يتعين على المرأة بذل المزيد من الجهد لتكون قادرة على تحقيق المساواة في بيئة العمل. خصوصاً إذا كانت تطمح بدور قيادي.

وأوافق على أنه لا ينبغي أن يكون هناك فرق عندما يتطلع المرء إلى النمو كشخص والتقدم مهنياً. بل يجب توفير الفرص بشكل عادل لكل من الرجال والنساء. لكني أؤيد الجدارة ويجب إعطاء فرص عادلة ومتساوية للناس بغض النظر عن جنسهم. وبالطبع لن تأتي المكافأة بدون جهد وتفاني وتركيز.

 

 .4كونك تشغلين منصباً قيادياً في أيامنا الحالية، هل تعتقدين أن الأمر أسهل من قبل؟ وكيف تغير نظام الدعم خلال السنوات القليلة الماضية؟

 

بالتأكيد إن التقدم المحرز خصوصاً في الشرق الأوسط جدير بالثناء. بالمقارنة مع ما كنا عليه قبل 15 عاماً، قطعنا شوطًا طويلاً. ولكن لا يزال هناك الكثير للقيام به في هذا المجال.

 

بصفتي امرأة من أصل لبناني ولدت ونشأت خارج لبنان ومرتبطة بثقافة جذوري، أفهم الصعوبات التي تواجهها بعض النساء العربيات. مع ذلك، أعتبر أن هناك أيضاً حاجة لمزيد من الاعتراف عندما يتعلق الأمر بالتنوع. ولكن ربما نحتاج أيضاً إلى الاعتراف بأن النساء قد يعتمدن أسلوب في القيادة مختلف مقارنة بالرجال.

 

بشكل عام، أعتقد أن هناك تغيير إيجابي تحقق، وأعتقد أن المزيد من الشركات تتفهم مزايا وأهمية وجود نساء من خلفيات متنوعة في مؤسساتهم. على سبيل المثال، أجد نفسي أتلقى الدعم  والناس من حولي يدافعون عن المساواة. من الجميل أن أتلقى الدعم من الرجال على وجه التحديد في قطاع صناعة السيارات.

 

 

 

 .5أي من النساء اللواتي يعملن في المجال العام تعجبك ولماذا؟

 

جاسيندا أرديرن، من القيادات النسائية التي تعجبني وأكنّ لها التقدير والاحترام. فهي تتميز بأسلوبها القيادي، الذي يتسم بالعطف والتعاطف والنزاهة، بينما تقف بحزم وراء ما تؤمن به ولا تهرب أو تتجنب مواجهة تحديات الآخرين.

 

كما أنها لا تعتذر لكونها امرأة أو كقائدة طيبة القلب، وأنا معجبة حقاً بالمصداقية والصدق التي أظهرتها خلال فترة عملها كرئيسة لوزراء نيوزيلندا، حيث عرضت بفخر عائلتها ودورها كأم إلى جانب واجباتها السياسية.

 

 

 .6كيف تعمل جاكوار لاند روڤر “على تطوير سبل وآليات الدعم للمرأة؟

 

يُشكل التنوع والشمول، أحد الركائز الأساسية ومجالات التركيز الرئيسية ضمن نطاق أعمالنا. وعندما يتعلق الأمر بالدعم والفرص الدافعة للنساء، يمكنني القول بثقة، أن ذلك يتوفر في كل مكان من حولنا. ويمكن ملاحظة ذلك بشكلٍ أفضل، من خلال العدد المتزايد من النساء اللواتي يشغلن مناصب قيادية ويعكس ذلك الفرص والدعم المتاح لنا، والذي لا يتصف بالتحيّز تجاه أفراد أو الاعتبارات الجنسانية.

 

 

 .7ما هي التحديات الرئيسية التي واجهتها انطلاقاً من كونك امرأة في عالم صناعة السيارات؟

 

أعتقد أنه يتعين علينا العمل بجدية أكبر لإرساء وتعزيز الاحترام والتفاهم المتبادلين. وهذا الأمر شكّل تحدياً صعباً. أنا أستحق مكانتي على هذه الطاولة. ولقد نُلت وحققت هذا النجاح والمنصب من خلال عملي وجهودي والتفاني.

وعلى الرغم، من أن هذا الحديث يأتي من قبل امرأة في قطاع يهيمن عليه الذكور، إلا أنني أعتقد أن قطاع السيارات يشهد تغييرات من شأنها معالجة هذا الأمر وتحسينه. في غضون ذلك، يتوجب على النساء أن يكن أكثر حذراً أو حرصاً، وتحديد ما يتوجب عليهن تقديمه في إطار عملهن في هذا القطاع. وفي هذا الصدد، من الأهمية العمل على ضمان الاتساق والتواصل والتفاعل حول الأهداف والطموحات.

 

 .8أنت تعملين في قطاع يسيطر عليها الرجال. كيف تتصرفين وتتفاعلين مع بعض ردود الفعل والآراء السلبية؟

 

لحسن الحظ، لم يكن هناك أي ردود فعل أو آراء سلبية، على الأقل في مجال عملي. كما أنني لم أواجه الكثير من التعليقات السلبية والتي تأتي في إطار هويتي الجندرية، لكنني أدرك أنه لا تزال النظرة السائدة والاعتقاد الخاص بهذا المجال بأنه قطاع يهمين وحكر على الرجال. ونحن نتعامل مع هذا الواقع، ويشجعنا ويشكل حافزاً لنا أن نشهد التغيير الإيجابي المنشود.

 

بالنسبة لي على المستوى الشخصي، تتمثل الطريقة التي استخدمها لمواجهة أي نوع من التعليقات السلبية، بأن اعتبرها تحدياً لتطوير نفسي وضمان عملي الجاد وتقديم الأفضل دائماً، لكي أثبت حرفيتي وتميّزي المهني وبأنني أستحق الدور والمنصب الذي أشغله.

 

 .9 ما هي الدروس الأكثر قيمة التي تعلمتها على امتداد مسيرتك المهنية؟

 

أعتقد أن الأمر الأهم، هو تحقيق الثقة بالنفس دائماً. أن تؤمن حقاً بقدراتك ومهاراتك، وقبول التحديات واعتبارها وسيلة لتحقيق النمو والتطور. بالإضافة إلى ذلك، عليك أن تحب ما تقوم به، وأن لا تشعر أبداً أنه مجرد عمل أو شيء، قد يبعدك ويفصلك عن الأمور التي تجعلك سعيداً. لا تتعامل مع الأمر على أنه عمل روتيني أو شيء عليك القيام به فقط لكسب لقمة العيش.

 

 

 

 

 .10ما هي الصفات والمميزات التي تعتقدين أنها تساعدك في مهامك الوظيفية؟

 

المصداقية هي عنصر أساسي بالنسبة لي. أنا شخص اجتماعي واخترت القيادة وممارسة مهامي بأسلوب من التعاطف والمشاركة الوجدانية. وأسعى أن أكون صادقة وحقيقية قدر الإمكان، وأحرص باستمرار، على أن أي شخص يعمل معي، يدرك ما يمكن توقعه. يتمحور إيماني  وتوقعاتي تجاه نفسي، بأن أكون قادرة حقاً على الاستفادة من المواهب الموجودة في كل شخص يعمل ضمن فريقي. أنا على ثقة، من أن تواجد فريق متنوع، من شأنه أن يُتيح لكل فرد تقديم شيء ذي قيمة. لذا، فإن الأمر يتعلق فقط بالتأكد من قدرتي على التطور، في إطار قيادتي للفريق وتعزيز هذا الاعتقاد يوماً بعد يوم.

 

 

 .11ما هي النصيحة أو المشورة المهنية التي تودين مشاركتها مع الفتيات والشابات؟

 

إذا كانت هناك نصيحة مهنية واحدة أود أن أتشاركها مع الشابات، فهي تشجيعهن على عدم تفويت أو تأجيل أي فرصة، بسبب التحيّز الاجتماعي الذي نشهده اليوم، والدخول في هذا التحدي المتمثل في التواجد في الصناعات والقطاعت التي تُعتبر صعبة للغاية بالنسبة للنساء ويصعب اختراقها وتحقيق التميّز فيها. أود أن أتوجه لهن وأدعوهن للاستفادة من كل فرصة، وتحقيق الانسجام والاتساق، والعمل بجد، والإيمان والثقة بأن كل ما تؤسسن له وتعملن على إرسائه سينمو وسيتطور. في نهاية المطاف، ستصلن إلى نقطة في حياتكن المهنية حيث يمكنكن أن تنظرن إلى الوراء، والشعور بالامتنان والفخر على أنكن أقوياء العزيمة وكلكن عزم وإصرار.