المرأة العصرية والراقية

مفارقات مثيرة واتهامات متبادلة في قضية اختفاء طالبتي جدة

كشفت قضية اختفاء طالبتي المرحلة الابتدائية بجدة، والعثور عليهما في أحد المولات، عن مفارقات مثيرة واتهامات متبادلة بين والدي الفتاتين من جهة، والإدارة التعليمية من جهة أخرى، وبين الرجلين ذاتهما، حول أسباب وتفاصيل الاختفاء، بانتظار الحقيقة التي ستكشفها تحقيقات جهات الاختصاص في القضية.

المفارقة الأولى:

البداية مع تصريحات والد إحدى الطالبتين، الذي تحدث عن أن إدارة المدرسة تواصلت مع زوجته قبل أسبوعين وطلبت منها أن تبتعد ابنتهما عن صديقة لها في المدرسة لسوء سلوكها، محملا مديرة المدرسة المسؤولية الكاملة عن بقائها بين الطالبات، حسب ما نقلته عنه صحيفة “الشرق”.

غير أن والأب عاد فور اختفاء ابنته وزميلتها، ليتهم إدارة المدرسة الابتدائية 170، بعدم إغلاق الباب الخلفي للمبنى، وعدم تخصيص حارس في الباب الرئيسي وتركه مفتوحا أمام ضعاف النفوس أو أمام الطالبات الصغار اللاتي لا يعين ما يحدث، مضيفا، ابنتي في الثانية عشرة من عمرها، ولا تعي ما حولها، وهي متفوقة في دراستها، ولم يسبق أن شاهدت ما يثير الريبة، وهي من أسرة مترابطة.

المفارقة الثانية:

من جهته، نفى والد الطفلة الثانية، أي حديث عن سوء سلوك ابنته، مؤكدا أنها لم تتغيب عن المنزل في وقت سابق، ولم يلحظ عليها أي بوادر للانحراف، ولم تتعرض للتعنيف من قبل عائلتها، وهي طفلة تبلغ من العمر 12 سنة، وحافظة للقرآن الكريم، ومواظبة على الصلاة، محملا المدرسة المسؤولية الكاملة عن اختفائها.

وأضاف، إن جوال ابنته أغلق فور اختفائها ولا يعلم السبب الحقيقي لاختفائها، هل كان اختطافا أو أن أحدهم غرر بها.

المفارقة الثالثة:

وفي الوقت الذي أجمع فيه والدا الطفلتين على وجود تقصير من إدارة المدرسة بترك فتحة في الباب الخلفي للمدرسة خرجت الطالبتان منها، نفت إدارة التعليم بجدة هذا الكلام، وأكدت أنهما خرجتا بعد انتهاء اليوم الدراسي من الباب الأمامي.

وكانت إدارة تعليم جدة، قالت في بيان، إن إدارة المدرسة أكدت وجود الفتاتين في الحصة السابعة، وانصرافهما في نهاية اليوم الدراسي وترك حقيبتيهما في فصليهما، مستندة إلى تأكيدات إدارة المدرسة أنه لا يفتح الباب الخلفي إلا للمدرسة المسائية، حين ينتقل الحارس من الباب الصباحي إلى الباب المسائي مباشرة.

إلى ذلك تحفظت شرطة جدة على الفتاتين فور العثور عليهما بأحد المولات التجارية، لاستكمال التحقيقات حول دوافع اختفائهما بعد استبعاد فرضية اختطافهما، وإخلاء سبيل أشخاص دارت الشبهات حولهم، ومنهم مقيم عربي الجنسية، ومواطن في العقد الثاني من عمره.

وجرت إحالة أوراقهما إلى جهة الاختصاص، حسب الناطق الإعلامي لشرطة منطقة مكة المكرمة، العقيد الدكتور عاطي بن عطية القرشي، لافتا إلى أنه إثر ورود بلاغ بتغيبهما بعد خروجهما من المدرسة، تم تشكيل فريق عمل أمني بمتابعة مدير شرطة محافظة جدة اللواء مسعود بن فيصل العدواني، حتى تم العثور عليهما.

يمكنك أيضا قراءة