المرأة العصرية والراقية

لماذا نقف في جانب كاني وكيم وليس بجانب تايلور ؟

تايلور سويفت (Taylor Swift) ظلت لسنوات عديدة تحافظ على صورة الفتاة الشابة الرقيقة والجادة حيال عملها واللطيفة مع الجميع وخاصة معجبيها والتي لا تتردد في تقديم المساعدة والمشاركة في الأعمال الخيرية، وبمرور الوقت ظلت تايلور تحصل على المزيد من الدعاية الإيجابية وتعكس صورة النجمة الشابة المثالية والتي تدفعها الشهرة إلى المزيد من العمل والنجاح، في الوقت الذي شاهدنا فيه التأثير المدمر للشهرة والثراء على حياة الكثير من النجوم الشباب، والدعاية السلبية التي يحصدونها بسبب أفعالهم الجامحة والمثيرة للجدل، إلا أن تايلور أثارت خلال الأشهر الماضية الكثير من علامات الاستفهام حولها وفي النهاية نجحت في تحقيق المستحيل: دفعتنا إلى أن نقف بجانب كاني ويست (Kanye West) وكيم كارداشيان (Kim Kardashian)، الزوجان الأكثر إزعاجا وإثارة للجدل في هوليوود، والحقيقة أن تايلور لم تترك لنا الخيار وجعلتنا نفضل عليها فريق كاني وكيم وذلك للأسباب التالية:

تايلور سويفت تحب جذب الانتباه إليها بقدر كاني ويست (ولكنها تجعلك لا تدرك ذلك):

قد يظن الجميع أن تايلور من النوع الهادئ الذي لا يفضل إثارة الكثير من الانتباه والضجة من حوله كما يفعل الثنائي كيم وكاني ولكن الحقيقية أن تايلور تحرص على جذب الانتباه والحصول على قدر كبير من الدعاية مثل كاني تماما ولكن بذكاء وبراعة أكبر، ففي الوقت الذي يحصل فيه كاني وزوجته على الاهتمام الذي يسعيان إليه غالبا ما يكون هذا الاهتمام مصحوبا بقدر كبير من الانتقادات والتعليقات السلبية، بينما تكون الدعاية والاهتمام التي تحصل عليها تايلور إيجابية إلى حد كبير، تايلور استطاعت بذكاء أن تستخدم طرق عديدة مثل كيم وكاني في جذب الانتباه، وتحصل على الاهتمام الإعلامي الذي ترغب فيه مع الاحتفاظ بصورتها كالشخص “الذي نرغب أن نكونه” أو “المثل الذي يحتذى به للفتيات الصغيرات”، بينما يحصل كاني وكيم على الاهتمام الإعلامي فقط والكثير من الدعاية السيئة.

كل ما تقوم به تايلور سويفت يبدو مخططا له ولا يبدو صادقا تماما:

تايلور سويفت استطاعت من خلال حفاظها على صورتها المثالية أمام معجبيها أن تحوز على ولائهم إلى الأبد ولكن لا يسعنا إلا أن نلاحظ أن هذه الصورة التي تعكسها تايلور سويفت تبدو مصنوعة وغير حقيقية، وكأن كل خطوة في حياتها مخطط لها مسبقا بدقة وعناية، المشاهير الآخرين ستجد أن لديهم مجموعة متنوعة من الأصدقاء من المشاهير ومن غير المشاهير ولا يبدو لنا وكأن هناك الكثير من الصفات المشتركة التي تجمع بينهم على العكس من تايلور، بينما صديقات تايلور من ممثلات وعارضات الأزياء الجميلات، وغالبا ما يحدث تواجدهم معا على السجادة الحمراء الكثير من الضجة، ماذا عن علاقاتها الرومانسية؟ علاقات تايلور الرومانسية والشخصية بشكل عام تبدو وكأنها أفضل من أن تكون حقيقية، على سبيل المثال العلاقة الرومانسية الأحدث لتايلور هي علاقتها مع صديقها الحالي توم هيدليستون (Tom Hiddleston)، الصور التي التقطت لهما على شاطئ جزيرة ” Rhode” بدت وكأنها لقطات من أحد الأفلام الرومانسية الكلاسيكية وكأن الصور التي نشرت لتايلور مع صديقها الجديد هي الصور التي ترغب في أن يراها العالم وتم نشرها بشكل متعمد (وهو ما أثار شكوك الكثيرين حول ما إذا كانت هذه الصور ليست سوى جلسة تصوير معد لها بعناية).

ولكن كاني ليس كذلك:

يمكنك أن تحب كاني أو تكرهه ويمكنك أن تقول بثقة أنه مغرور ومتعجرف ولكن أهم ما يميز كاني أنه غير مفتعل على الإطلاق الصورة المثيرة للجدل التي يعكسها كاني أمام الجميع ليست سوى شخصه الحقيقي، كاني يفعل ما يرغب في فعله دون أن يفكر كثيرا فيما سيظنه الآخرين، الحقيقة أنه لا أحد يمكنه أن يتهم كاني بأنه يخطط مسبقا لكل ما يقوم به، لأنه من النوع الذي كلما فكر في شيء ما لا ينتظر أكثر من 3 ثواني قبل أن يقوم بنشره على صفحته على موقع تويتر.

أمر آخر يميز كاني لن تجده لدى تايلور والكثير من النجوم، كاني يؤمن بشدة بما يقوم به ويعتبره جزء من رحلته “لتغيير العالم” كما يقول، حديث كاني خلال ظهوره الأخير مع إلين دي جينيرس في برنامجها بدا للكثيرين غريب الأطوار ومثير للسخرية، وهو كذلك على الأرجح ولكن مشاعر كاني كانت حقيقية تماما وكان يتحدث باقتناع شديد، قد تختلف مع كاني أو لا ولكن لا يمكن أن تصفه بثقة بالمصطنع.

الحقيقة بشأن أغنية كاني الجديدة ” Famous” لا تبدو واضحة تماما:

كاني تعرض لانتقادات شديدة من معجبي تايلور وغير معجبيها وعدد من المشاهير أيضا منذ أن أصدر أغنيته الجديدة والمثيرة للجدل ” Famous”، ولقد ازدادت حدة الانتقادات وأصبحت أقرب إلى الإهانات بعدما صدر الفيديو المصور للأغنية، كلمات وهي مستحقة تماما نظر للمحتوى غير اللائق لفيديو المصور، كلمات الأغنية أيضا غير لائقة ولا تتضمن فقط تلميحات مهينة موجهة لتايلور (ولكيم أيضا ولكنها قالت إنها لا ترى أن ما قيل في الأغنية يعد إهانة بالنسبة لها) ولكنها تسئ لصورة النساء وتضعهم في قالب من لا يملكون موهبة حقيقية ولكنهم يعتمدون على الرجال ليحققوا النجاح ويصبحوا “مشاهير”، ولكن الخلاف بين تايلور من جانب وكاني وكيم من الجانب الآخر لا يقتصر فقط على الأغنية وكلماتها المهينة وإنما ما قاله كاني عن قيامه بالاتصال بتايلور والحصول على موافقتها أولا قبل استخدام اسمها في الأغنية، ورواية تايلور على لسان المتحدث الرسمي باسمها والتي تكذب فيها ما قاله كاني.

“لقد وافقت تماما على الأمر، لقد كان (المنتج) ريك روبن (Rick Rubin) حاضرا وقتها، وكان هناك آخرون من الأسماء الكبيرة في عالم الموسيقى، جميعهم سمع المحادثة الهاتفية ويعرفون ما حدث”، هذا ما قالته كيم خلال مقابلة لها مع مجلة ” GQ” والتي أكدت فيها أن تايلور وافقت على فكرة الأغنية وأنها “ترغب في أن تعود مجددا للقيام بدور الضحية”.

صورة الزوجين كيم وكاني المثيرة للجدل قد تدفعك لرفض روايتهما وتصديق رواية تايلور ولكن الحقيقية أن رواية الطرفين تحتمل الصدق أو الكذب أو قد تحمل رواية كلا الطرفين جزء من الحقيقة أيضا، بأن تكون تايلور قد وافقت مثلا على استخدام اسمها في الأغنية ولكنها لم تتخيل أن يكون السياق الذي يستخدم فيها اسمها بذلك السوء، حتى الآن لا أحد يعرف حقيقة الأمر وقد لا نعرف أبدا ولكن ما أصبحنا نعرفه الآن على وجه اليقين أن الأمور لا تبدو دائما كما تظهر عليه، وأن الأشخاص “المثاليين” ربما لا يكونون بقدر المثالية الذي يظهرون بها.

يمكنك أيضا قراءة