المرأة العصرية والراقية

9 أعراض غير متوقعة لمرض الاكتئاب

gettyimages-98681627-head-in-clouds-kris-ubach-and-quim-roserانتبه جيدا إلى هذه الأعراض التي قد تبدو أعراض لا تثير القلق ولكنها في الحقيقة تشير إلى الإصابة بمرض الاكتئاب….

معظمنا يمكنه التعرف جيدا على العلامات الكلاسيكية التي تشير إلى الإصابة بالاكتئاب، وأشهرها تلك الهالة الثقيلة من الحزن واليأس التي تميز مرضى الاكتئاب ولكن ماذا عن الأعراض الأخرى غير المعروفة لهذا المرض الخطير، ماذا عن الشعور بألم مفاجئ في المعدة أو التصرف بعصبية وغضب دون مبرر واضح؟ هل يمكن أن تكون مصاب بالاكتئاب دون أن تدرك ذلك؟

دكتور ريتشارد كرافيتز (Richard Kravitz)، أستاذ الطب الباطني في جامعة كاليفورنيا، والمتخصص في تشخيص الأعراض الأولية لمرض الاكتئاب، تحدث عن ذلك وقال: “مرض الاكتئاب لا يظهر دائما في صورة مشاعر الحزن والإحباط، هناك الكثير من المرضى المصابون بالاكتئاب ولكنهم لا يدركون هذه الحقيقة لأنهم لا يربطون الأعراض التي تظهر عليهم بمرض الاكتئاب” وأضاف دكتور كرافتيز قائلا أن تحديد المشكلة بدقة هي مفتاح الحل وهي الطريق الوحيد لتستعيد حياتك وتتخلص من مرض الاكتئاب، وحتى تتمكن من معرفة ما إذا كنت تعاني من مرض الاكتئاب دون أن تدرك ذلك، إليك 9 أعراض غير متوقعة لمرض الاكتئاب:

الشعور بالألم:

الاكتئاب والشعور بالألم يشتركان في بعض المسارات البيولوجية والناقلات العصبية، ولقد تحدثت الدراسات العلمية عن أن نسبة 75? من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يعانون أيضا من ألم متكرر أو مزمن، ولقد أكدت دراسة كندية نشرت في مجلة “Pain”، أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب معرضون أربع مرات أكثر للإصابة بآلام في الرقبة وآلام في منطقة أسفل الظهر مقارنة بغير المصابين بالاكتئاب، ولقد علق دكتور كرافيتز على ذلك قائلا: “عندما تكون في حالة مزاجية سلبية، فإنك تميل إلى نقل تلك المشاعر إلى جسدك والذي يقوم بالتعبير عن هذه المشاعر في صورة آلام جسدية”، ويقول دكتور كرافيتز أيضا أن مشاعر الاكتئاب قد تترجم أحيانا في صورة آلام في المعدة وصداع، أو قد تزيد من شعورك بالألم في حال تعرضك للإصابة، ولقد كشفت دراسة علمية أجريت في عام 2008 أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يتوقعون الإصابة بالألم ومن ثم فإن استجابتهم لمشاعر الألم أكثر من سواهم، وهم أيضا أقل قدرة على التأقلم من الإصابة والشعور بالألم مقارنة بسواهم.

زيادة الوزن:

من أين جاء كل هذا الوزن الإضافي؟ غالبا ما يميل مرضى الاكتئاب إلى تناول الأطعمة المليئة بالسكريات أو الدهون لتحسين حالتهم المزاجية حيث كشفت الدراسات العلمية أن تناول هذا النوع من الأطعمة يزيد من إفراز المخ لمادة السيروتونين التي تساعد على تحسين الحالة المزاجية للأفراد، إلا أن هذا التحسن سيكون تحسن وقتي لأنه لم يعالج المشكلة الرئيسية، كل ما سيحدث هو أنك ستشعر بأنك أفضل حالا لبعض الوقت ثم تعود لحالتك المزاجية السيئة حتى تقرر تناول المزيد من الأطعمة التي تجعلك تشعر بأنك أفضل حالا وهو ما سيتسبب بالطبع بتناولك لقدر يزيد عن احتياجاتك اليومية من الطعام مما يؤدي إلى زيادة وزنك، ولقد كشفت دراسة جديدة نشرت في مجلة ” Obesity” أن الاكتئاب والإحباط يزيدان من صعوبة فقدان الوزن الزائد وصعوبة اتباع نظام غذائي صحي.

العصبية الزائدة:

إذا كان أقل خطأ ممكن يمكنه أن يجعلك تنفجر غاضبا وإذا بدأت تشعر أنك قد أصبحت أكثر عصبية وحدة عن ذي قبل فربما تكون مصاب بالاكتئاب، حيث أكدت دراسة علمية نشرت في عام 2013 في مجلة ” JAMA Psychiatry”، أن 54 من الأشخاص المصابين بالاكتئاب يكونون أكثر عدائية، ولقد تحدثت الدراسة أيضا عن العدائية الزائدة هي واحدة من العلامات الأولية لمرض الاكتئاب.

التبلد:

هل تشعر بالبلادة؟ الحياد اتجاه كل ما حولك ومن حولك؟ معظمنا يمتلك الكثير من الدوافع التي تجعلنا نغادر فراشنا في صباح كل يوم سواء كانت هذه الدوافع هي العمل أو القيام بمهامنا اليومية في المنزل أو ما شابه ذلك، ولكن بالنسبة للمصاب بالاكتئاب فإن هذه الدوافع ليست مثيرة للاهتمام بما يكفي، قد يقوم بكل ما عليه القيام به ولكنه لا يشعر حيال ذلك بأي شيء، المصاب بالاكتئاب لا يتفاعل جيدا مع كل ما حوله سواء كانوا أشخاص أو أحداث تجري من حوله، حتى أن أكثر المواقف التي تثير الضحك أو تجعلك تبكي تأثرا ستجد أنها تقابل من مريض الاكتئاب بعدم مبالاة، ويعد هذا مت أهم السمات المميزة للاكتئاب، ولذلك فإن مريض الاكتئاب غالبا ما يبدو باردا أو أميل للانعزال لمن حوله.

الإسراف في تناول الكحول:

الأمر هنا يشبه ما يمثله الطعام بالنسبة لمريض الاكتئاب، من يعانون من الاكتئاب يقومون لا شعوريا بمحاولة البحث عن أشياء تجعلهم يشعرون بشعور أفضل اتجاه أنفسهم أو تساعد على تحسين حالتهم المزاجية ولذلك ستجد بعض مرضى الاكتئاب يميلون لتناول كميات زائدة من الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات لتحسين حالتهم المزاجية فينما سيقوم البعض الآخر بتناول كميات زائد من الكحول للسبب ذاته ولذلك ستجد أن نسبة لا بأس بها من المصابون بالاكتئاب لديهم مشكلة حقيقة عندما يتعلق الأمر بالكحول وقد ينتهي بهم الأمر لإدمان الكحول.

الإسراف في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي:

الإسراف في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي أو القمار أو التسوق … الإسراف في ممارسة هذا النوع من الأنشطة يعد أحد السمات المميزة لمرض الاكتئاب، خاصة على قضاء ساعات طويلة في تصف الإنترنت واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وتؤكد العديد من الدراسات أن الأشخاص الذين يسرفون في استخدام الإنترنت بشكل خاص أو من يبدون تفاعلا على مواقع التواصل الاجتماعي أو الألعاب على شبكة الإنترنت، يستخدمون هذه الأنشطة في العالم الافتراضي على الأنترنت للهرب من الواقع الذي لا يمكنهم تقبله أو التأقلم عليه ولذلك ستجد أن نسبة تفاعل مريض الاكتئاب مع عالمه الحقيقي شبه منعدمة أو قليلة للغاية بينما يزداد تفاعله في العوالم الافتراضية للألعاب أو مواقع التواصل الاجتماعي.

أحلام اليقظة:

هل أصبح لديك الكثير من أحلام اليقظة مؤخرا؟ كأن تتخيل مثلا أنك قد أصبحت نجما مشهورا أو أنك وقعت في الحب أو أن لديك حياة أفضل ممن حولك أو أنك قد حققت نجاح مذهلا في عملك؟؟ علماء النفس من جامعة هارفارد يؤكدون أن الأشخاص الأكثر سعادة هم الأشخاص الأكثر ارتباطا بعقولهم في عالم الواقع، بينما يميل من يعانون من الاكتئاب عادة إلى التجول بعقولهم في عالم خيالي بعيد عن الواقع، ولذلك فإن أحلام اليقظة ترتبط ارتباط وثيقا بالاكتئاب وتدني الحالة المزاجية.

صعوبة اتخاذ القرار:

هل أستيقظ من النوم الآن أم أكمل نومي؟ أرتدي ملابسي أم أبقى في ملابس النوم؟ هل أتناول الشوفان على الإفطار أم البيض؟ هل أقضي وقت الفراغ المتاح لي في القراءة أم في مشاهدة التلفزيون؟ طبقا لما قاله الباحثون في جامعة كولومبيا أن الأشخاص العاديون غير المصابين بالاكتئاب اعتادوا على اتخاذ عدد ضخم من القرارات البسيطة في حياتهم اليومية العادية مثل القرارات المتعلقة بالنوم أو المأكل أو الملبس، قرارات مثل هذه يقوم الشخص العادي باتخاذها لا شعوريا ودون أن يستغرق وقتا كبيرا في التفكير، في حالة مريض الاكتئاب فأنه يفكر أكثر مما يجب في هذه القرارات البسيطة وغالبا ما يجد صعوبة في اتخاذ القرار.

التوقف عن الاعتناء بالمظهر:

ولا يقصد بذلك التوقف عن التزين وارتداء الملابس الأنيقة والاكسسوار وإنما التوقف عن أبسط العادات اليومية المتعلقة بالحفاظ على المظهر والتي يعتبرها الجميع من أولويات الحياة مثل تسريح الشعر وارتداء الملابس المهندمة وغسيل الأسنان، وفي استطلاع أجري في عام 2014 وشارك فيه ما يزيد عن 10 آلاف شخص، تبين أن 61% من الأشخاص الذين لا يعتنون جيدا بنظافة أسنانهم، يعانون من الاكتئاب، ويؤكد خبراء علم النفس أن عدم الاهتمام بالمظهر العام دلالة على عدم المبالاة وهي إحدى العلامات القوية التي تشير إلى الإصابة بالاكتئاب.

يمكنك أيضا قراءة